مائة عام من التاريخ والتقاليد التي رافقت نادي فريق كرة القدم الرياضي باليستينو (فلسطيني بالإسبانية). رفع فريق كرة القدم من مقره في تشيلي صوته عالياً تعبيراً عن النضال الفلسطيني وحق شعبه في الوجود وأدان تعرضه لمذبحة من قبل أي غازٍ.
أسست الفريق مجموعة من الفلسطينيين المنفيين الذين تعرضوا وقتها لاضطهاد العثمانيين، وكان هؤلاء المهاجرون جزءاً من أكبر جالية فلسطينية خارج منطقة الشرق الأوسط.
تأسس النادي في سانتياغو دي تشيلي في 20 أغسطس 1920 وفاز على المستوى القومي مرتين، الأولى في عام 1955 والثانية في عام 1978.
يُشكل درع الفريق ألوان العلم الفلسطيني، ويحمل شعاره عبارة “أكثر من فريق، شعب بأكمله” حيث خصوصيته وصرخته الاحتجاجية للعالم. ملعب النادي هو “مونيثيبال دي ثيستيرنا” ويتسع لـ 12000 متفرج.
يحظى الفريق بتقدير كبير من الجمهور التشيلي والمشجعين الدوليين. وفي عام 2003، عانى فريق الكرة باليستينو من أزمة مالية حادة وضعته على حافة الإفلاس، وعليه قام الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات نفسه بأرسال رسالة من رام الله إلى لا سيسترنا للمطالبة بعدم اختفاء النادي.
من جهته بعث الرئيس محمود عباس رسالة إلى المنتخب قال فيها: “أريدكم أن تعلموا أننا نتعاطف مع باليستينو باعتباره المنتخب الوطني الثاني للشعب الفلسطيني. لقد رفعتم ألواننا وأسمعتم أصواتنا في أصعب اللحظات. (…) لقد أظهرتم أننا أينما كنا فنحن شعب واحد، سواء في القدس أو في بيت جالا أو في سانتياغو.”
تجدر الإشارة إلى أن من ضمن عضويتهم الفخرية الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الذي هنأ الفريق على العمل الاجتماعي والثقافي الذي يقوم به.
وفي حدث تاريخي، تمكن فريق باليستينو من لعب مباراة مع فريق الدوري الفلسطيني (أهل الخيل) على الأراضي التشيلية في 9 أغسطس 2016، وفي نفس العام قام لاعبو الفريق بجولة في مختلف محافظات الوطن العربي، بل وساعدوا في بعض مخيمات اللاجئين كمتطوعين.
خلال عام 2018 عقد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس اجتماعا مع الفريق، حيث تم استقباله بصفة “زيارة عالية المستوى”، وقد قام الزائر بتسديد ضربة جزاء في مرمى حارس الفريق.
قام الفريق بنقل رسائل إلى الشعب الفلسطيني بعدة طرق، على سبيل المثال، في عام 2019، خلال المنافسات في كأس ليبرتادوريس، تم نقلها إلى مدينة رام الله
بالضفة الغربية. وعبر أعضاء الفريق كذلك عن دعمهم للقضية الفلسطينية عندما قاموا بتغيير الرقم 1 على ظهر القميص إلى الخريطة التاريخية لفلسطين.
وفي شهر مايو 2021 تحدى الفريق الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، حيث ارتدى الملابس الفلسطينية النموذجية في الملعب، كما اعتاد الفريق كذلك على رفع لافتات تحمل أسماء المفقودين أو الشهداء الفلسطينيين خلال الاحتفالات الرسمية في بداية المباريات.
كرة لقدم بالنسبة لفريق نادي باليستينو ليست مجرد رياضة أخرى، بل هي منصة للاحتجاجات وإدانة العدو والتعبير عن النضال من أجل أولئك الذين يُذبحون يوماً بعد يوم بسبب دفاعهم عن أرضهم الفلسطينية.