person playing saxophone

كوبا، ساحة/ فضاء سنوية لموسيقى الجاز

تحول كوبا كل عام مسارحها وقاعات الحفلات الموسيقية الكبيرة والصغيرة منها إلى مساحات لموسيقى الجاز. يسيطر إيقاع هذا النمط الموسيقي خلال هذه الأيام على الجزيرة بأكملها في المهرجان المعروف ب “جاز بلازا” (ساحة الجاز) المعترف به عالميًا. في إطار المهرجان يتلقتي الموسيقيون الكوبيون والأجانب المرموقين على المستوي العالمي في المدن الرئيسية في البلاد لإسعاد الجمهور من محبي الجاز.

يعد مهرجان بلازا الجاز الكوبي حدثًا رمزيًا يقوم بتكريم وعكس التقاليد الموسيقية والثقافية، المعروفة بها كوبا وتعتبر غنية بها. منذ إنشائه عام 1980، ظهر هذا المهرجان كنقطة التقاء لموسيقيي الجاز من جميع أنحاء العالم، فضلاً عن كونه منصة لتسليط الضوء على المواهب المحلية وتعزيز التبادل الثقافي.

تتمتع كوبا بتاريخ طويل من المساهمات في عالم موسيقى الجاز، حيث تدمج العناصر الأفريقية والإسبانية والكاريبية لإنشاء فن فريد وحيوي. يعد المهرجان فرصة لاستكشاف هذا التنوع الموسيقي والانغماس في الأجواء الفريدة لمشهد موسيقى الجاز الكوبي.

يعود تاريخ موسيقى الجاز في كوبا إلى أكثر من 90 عامًا، بدءًا من العروض التي أقيمت على سطوح فندق سيبييا بالتيمورSevilla Biltmore Hotel في العاصمة هافانا. تم دمج موسيقى الجاز في الثقافة الموسيقية الكوبية طوال القرن العشرين، مع تشكيل فرق الأوركسترا مثل الأخوة كاسترو والأخوة بالاو. وأبرزت أحداث عدة مثل تأسيس مهرجان الجاز الأول في عام 1963 وإنشاء مجموعات مثل أوركسترا الشباب للموسيقى الحديثة ومجموعة تجربة الصوت ICAIC، أبرزت تأثير موسيقى الجاز وتنوعها على المشهد الموسيقي الكوبي. كما أثار كبار الموسيقيون الكوبيون في المهرجانات الدولية، مثل تشوتشو بالديس إعجاب شخصيات موسيقى الجاز المهمة مثل ملحني وعازفي الجاز الشهيرين جيري مولينجان وديف بروبيك.

بدأ مهرجان الجاز في كوبا إستجابة للاهتمام والموهبات البارعة ة لموسيقى الجاز في البلاد. أصبحت هذه الفعالية التي استضافته دار الثقافة في بلدية “بلازا” (تعني ساحة)، منصة مهمة للموسيقيين الكوبيين، حيث اجتذب فنانين عالميين بارزين منذ نسخته الأولى في عام 2018. وروجت جاز بلازا خلال 33 فعالية تم تنظيمها في كافة مراكز البلاد للموسيقيين القدامى والمواهب الجديدة. ومن بين الشخصيات العشرة الرئيسية التي ساهمت في إنشائها موسيقيون مثل ماريو باوزا وإيميليانو سلفادور، بالإضافة إلى منظمي برامج ثقافية مثل ماريو باربا.

من السمات المميزة لمهرجان جاز بلازا تركيزه على الارتجال والإبداع. يُعرف الموسيقيون

الكوبيون عالميًا بقدرتهم على الارتجال وشغفهم بالاستكشاف الموسيقي، ويمنحهم هذا المهرجان منصة لعرض مواهبهم على المسرح الدولي.

خوسيه ماريا فيتييه، وغونزالو روبالكاب، وروبرتو فونسيكا، وديفيد فيريليس، وألفريدو رودريغيز هم فقط بعض من أشهر عازفي الجاز الكوبيين الذين يقدمون عروضهم كل عام خلال المهرجان، بالإضافة إلى موسيقيين أجانب آخرين مثل ويندي بارنز، وكارين بريجز، ودومينيك رولاند، ومئات من فنانين آخرين من أمريكا الشمالية.

وبالإضافة إلى الحفلات الموسيقية، يقدم مهرجان جاز بلازا مجموعة متنوعة من الأنشطة التكميلية مثل ورش العمل والمؤتمرات وعروض الأفلام، التي تثري التجربة الثقافية والتعليمية للحدث. لا توفر هذه الأنشطة للحاضرين الفرصة لمعرفة المزيد عن تاريخ وتطور موسيقى الجاز الكوبي فحسب، بل تشجع أيضًا المشاركة النشطة والحوار بين الموسيقيين والمعجبين.

يلعب مهرجان Jazz Plaza أيضًا دورًا مهمًا في الترويج للسياحة الثقافية في كوبا. وهي تجتذب الزوار من جميع أنحاء العالم الذين يأتون للاستمتاع بالموسيقى والرقص والثقافة الكوبية، مما يساهم بشكل كبير في الاقتصاد المحلي وتطوير قطاع السياحة في الجزيرة.

منذ بداياته المتواضعة إلى وضعه الحالي كواحد من أهم أحداث موسيقى الجاز في منطقة البحر الكاريبي، يواصل Jazz Plaza إلهام أجيال من الموسيقيين ومحبي الموسيقى حول العالم. في عالم يزداد ترابطًا ولكنه مجزأ أيضًا، يذكرنا هذا المهرجان بقدرة الفن على توحيدنا وتجاوز الحواجز التي تفرقنا.

LaLatina Media Production
LaLatina Media Production
المقالات: 22

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *