لقد جمعت مدى صلاحية وراهنية أفكار البطل الوطني الكوبي خوسيه مارتي في السياق الحالي من عدم التوازن الدولي كل من المثقفين والمفكرين وأعضاء الحركات الاجتماعية في المؤتمر الدولي السادس من أجل توازن العالم الذي عقد في هافانا في الفترة من 28 إلى 31 يناير 2025، حيث تم تخصيص مساحة للمطالبة بالحرية للشعب الفلسطيني.
وفي إختتام المؤتمر، أكد الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل على إلتزام بلاده بالقضية الفلسطينية وأشاد بالفكر المارتياني ضمن سيرورة النضال الذي يخوضه الشعب الفلسطيني منذ عام 1947.
وأشار الرئيس موضحا: “لا يرافق مارتي فقط الكوبيين، بل جميع مواطني العالم الذين يؤمنون إيماناً راسخاً بإمكانية تحسين هذا العالم وتحقيق التوازن فيه، والذين يفعلون ذلك ضد تيار الهمجية الذي يظهر اليوم في أوج الجشع وفي الألم اللامتناهي الذي يسببه الجشعون بسبب تجاهلهم المطلق للمعاناة الإنسانية (…) أتحدث أولاً وقبل كل شيء عن المحرقة الفلسطينية على يد الحكومة الإسرائيلية ومن يغذي هذه الرغبة في القتل. من هنا ندعو إلى تحرير فلسطين”.
وفي وقت سابق دعا منتدى الشباب ”مع الجميع ومن اجل الجميع“ إلى احترام وقف إطلاق النار في فلسطين، الذي تم الاتفاق عليه بعد المفاوضات بين حماس والحكومة الإسرائيلية بتدخل مصر وفرنسا والولايات المتحدة، بشكل حازم ونهائي، وتحقيق السلام الدائم في هذه المنطقة.

تصوير: قناة “هافانا” التليفزيونية
في هذا الصدد، أكد ممثلو الحركات والمنظمات الشبابية من كوبا والعالم المشاركين في مؤتمر هافانا، على تضامنهم مع فلسطين ونددوا بما يعاني منه هذا الشعب منذ ما يقرب من ثمانية عقود من الطرد من ديارهم وإنتهاك حقوق الإنسان والاعتداءات المفرطة للكيان الصهيوني ونهب ثرواتهم.
كما تعهد المشاركون بمواصلة تعزيز الدعم والتضامن مع فلسطين في الساحة الرقمية، والمطالبة بوقف الإبادة الجماعية والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة بحدود ما قبل عام 1967.
وكما هو الحال في معظم أنحاء العالم العربي، لا يزال، فإن الدفاع عن الحقوق الفلسطينية هو قضية مركزية على جدول الأعمال السياسي الكوبي، مما يؤكد أهمية هذه القضية في البحث عن الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.
لذلك، فإن قيمة النضال الفلسطيني لا تتمثل في كونه مجرد قضية أرض، بل كرمز للهوية والمقاومة والوحدة في النضال ضد القهر والاحتلال والظلم.